الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك, وأن يكشف غمك, وأن يصلح لك الحال والمآل, إنه سبحانه ولي مجيب.
أما بخصوص ما لاحظته من تقلب الحال, وتغيرك في أعين الناس: فلا نعرف سببه, لكن للذنب شؤمًا قد يلحظه الإنسان في ما حوله، وقد قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق, وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.
وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم, وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
وبكل حال فنحن في هذا الشأن ننصحك بأمور ثلاثة:
1 - أن تصلح ما بينك وبين الله تعالى فتتوب من الذنوب, وتندم على ما فرطت في جنب الله, وتعقد العزم الصادق على عدم العود إلى الذنب أبدًا، ثم لتواظب على الصلوات الخمس ما استطعت في المسجد، ولتستقم على ذلك، ولا تبالِ إلا برضى الله تعالى, فهو سبحانه حسبك وكافيك، وإذا أنت أخذت بهذا فلن تلاقي إلا خيرًا إن شاء الله تعالى.
2 - أن تحتسب على الله تعالى ما أنت فيه من كرب وهم, فلا يضيع مع الصبر بلاء كيفما كان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم.
3 - أن تثق من نفسك, وأن تهون عليك, وتريح خاطرك مما أنت فيه من عناء، فشأن الناس أهون من أن تتخيله، ولا تقلق لأي تهمة كيفما كانت طالما أنك بريء منها، ولا تهتم بمن أطلقها - فلانًا كان أو علانًا - ومع هذا فلك أن تدفع التهم عن نفسك, وتبين للناس براءتك منها.
أما عن حكم من ظلمك بهذه الإشاعة - إن صدق ما تظنه - فوزره عليه, وحقك عليه ثابت حتى يضمكما الموقف بين يديه سبحانه, أو تغفر له، فديوان العباد لا يُغفل الله منه شيئًا.
ولك أن تدعو عليه بأن يأخذ الله حقك منه, ولا إثم في ذلك، وإن كان انتصارًا ينقص المثوبة والأجر.
والله أعلم.