الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك مع أمك هذه: برها في المعروف, والإحسان إليها بقدر الطاقة، ولا يحل لك - أنت ولا زوجتك - أن تتهماها بالسحر دون بينة تثبت لك ذلك، كما لا ينبغي لك أن تدع نصحها وتذكيرها بحكمة وموعظة حسنة في شأن هؤلاء الكهنة والمشعوذين - عسى أن تنتفع يومًا بوعظك ونصيحتك - فذلك من أبر البر بها وأزكاه.
واعلم أن إساءة أحد الأبوين إلى ابنه لا تسقط بره, فمصاحبتهما بالمعروف في الدنيا واجبة، وراجع الفتوى رقم: 135885.
أما أن تمنع أمك من دخول بيتك فلا ينبغي لك ذلك؛ لما فيه من أذيتها المعنوية بذلك, وكل ما كان كذلك فهو عقوق، قال في سبل السلام: وضابط العقوق المحرم كما نقل خلاصته عن البلقيني وهو: أن يحصل من الولد للأبوين أو أحدهما إيذاء ليس بالهيِّن عرفًا.
لكن إذا خشيت منها إفسادًا لزوجتك فادفعه عنك بالحكمة والحيلة، فلا تدعها تخلو بها, وانهها عن الإنصات إليها؛ حتى لا توقعها في ذلك المنكر.
والله أعلم.