الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يصلح للمسلم أن يبدأ بالنظر في الشبهات, واختلاف الفرق في بداية طلبه للعلم, فأول ما يجب على المكلف معرفته هو تصحيح إيمانه، ومعرفة ما يصلح به فرض عينه من أحكام الصلاة وغيرها.
فعليه أن يهتم أولًا بتحقيق كلمة التوحيد: بمعرفة معناها, وقبولها, واليقين بها, والإتيان بشروطها كلها, إضافة إلى أركان الإيمان الأخرى، وأن يعتمد المصدر الصحيح الذي تؤخذ منه العقائد والعبادات, وهو الكتاب, وما ثبت من السنة، ويعتمد في تفسيرهما كتب أهل السنة والجماعة، وأن يكثر من البحث وسؤال من يوثق به عندما يرى خلافًا في مسألة ما، ويسأل الله تعالى الهدى للحق فيما اختلف فيه، وأن يبتعد عن مطالعة كتب أصحاب المناهج المبتدعة والشركية؛ لئلا تنطلي عليه شبههم وأوهامهم، وليحرص على حماية مداخل قلبه أن يتسرب إليه منها ما يؤدي لخلخلة عقيدته, أو ضعف إيمانه، فعليه أن يحمي بصره وسمعه وفكره من نظر وسماع ما يشكك في عقيدته, أو أن يتفكر في ذلك، فلا يسوغ أن ينظر في شيء من ذلك إلا إذا كان من المتخصصين في علم الشرع الذين وقفوا على أرضية ثابتة، ويريدون الاطلاع على شبه المنحرفين ليردوا عليهم ويفندوا كلامهم؛ رغبة في هدايتهم, ومنعهم من التأثير على ضعفة المسلمين, كما فعل ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وأما عن المنهج العلمي الذي تدرسه: فعليك بقراءة القرآن, ومطالعة كتب الحديث, وسير السلف الصالح, فاحرص على حفظ كتاب الله تعالى، وما استطعت من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن تقرأ بعض المتون المختصرة في العقيدة والفقه والأصول واللغة، وأن تسعى للحصول على شرحها من قبل العلماء الموثوقين، ونشير عليك في ذلك، بقراءة العقيدة الواسطية مع شرح الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ الفوزان، وزاد المستقنع بشرح الشيخ ابن عثيمين، و الملخص الفقهي للشيخ الفوزان، وفقه السنة للسيد سابق, ومنهاج المسلم لأبي بكر الجزائري, ومختصر الفقه الإسلامي لمحمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري.
والله أعلم.