الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فحديث: إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ـ هو حديث مشهور على ألسنة الناس وكثير من أئمة المساجد، ولا أصل له صحيح ولا ضعيف، ولم يخرج في كتب السنة فيما وقفنا عليه, قال العلامة ابن باز: لا أصل له.
وكذلك قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الشرح الممتع: هو حديث مشهور بين الناس، وليس له أصل. اهـ.
وقال الشيخ مشهور حسن في كتاب القول المبين في أخطاء المصلين: لا أصل له, وسمعت الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ يُسأَل عنه فقال: حديث أعوج. اهــ.
والمشروع في حقك أخي السائل إذا وقفت في الصف ووجدت المصلين ليسوا مستقيمين وبعضهم متقدما وآخر متأخرا فإنه يشرع لك أن تساهم مع الإمام في تسويتهم لا أن تفر من الصف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ. رواه أبو داود.
قال صاحب عون المعبود: وَلِينُوا: أَيْ كُونُوا لَيِّنِينَ هَيِّنِينَ مُنْقَادِينَ بِأَيْدِي إِخْوَانكُمْ: أَيْ إِذَا أَخَذُوا بِهَا لِيُقَدِّمُوكُمْ أَوْ يُؤَخِّرُوكُمْ حَتَّى يَسْتَوِي الصَّفّ لِتَنَالُوا فَضْل الْمُعَاوَنَة عَلَى الْبِرّ وَالتَّقْوَى. اهــ.
فهذا يدل على أن المأمومين يتعاونون على تسوية الصف أيضا ولا يَكِلُوا ذلك إلى الإمام وحده.
والله أعلم.