الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن موقف أحدنا من دين الإسلام وموقعه منه يمكن أن يوزن بموقفه وموقعه من كتاب الله تعالى، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من المؤمنين به المتبعين له، فانظر ـ رحمك الله ـ من هم المؤمنون بعصمة القرآن وحفظه وصيانته وكماله؟ ومن هم المعظمون لنصوصه وأحكامه؟ ومن جهة أخرى: من هم المعتقدون لتحريفه وضياعه وكتمانه؟!! وانظر ـ وفقك الله ـ من هم المقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يرضون بغيره إماما؟ ومن هم المعتقدون لعصمته في تبليغ الرسالة، وبيان الشريعة، وأداء الأمانة، كاملة غير منقوصة؟ ومن هم المؤمنون بأنه قد بيَّن مراد الله بيانا تاما كافيا شافيا، فلا نحتاج بعده إلى من ينسخ القرآن أو يقيده أو يخصصه!! ومن جهة أخرى: من هم الذين يعتقدون ما يقتضي التنقص من مقام النبوة، وأنه لا هداية للنبي صلى الله عليه وسلم إلا بولاية أئمتهم؟! وأنه قد أساء كل الإساءة في اختيار أصحابه؟! في حين أنهم يعظمون مقام أئمتهم ومتبوعيهم ويرفعونهم فوق مقام النبوة حتى أعطوهم حق التعديل على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، بل وحتى حق محاسبة البشر يوم القيامة وإدخالهم الجنة أو النار؟؟!! وانظر ـ رحمك الله ـ من هم الذين يوالون جميع المؤمنين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحفظون النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، ويعظمونهم ويعرفون لهم مكانتهم دون إفراط ولا تفريط ؟ ومن جهة أخرى: من هم الذين يتبرؤون من أكثرهم، ويلعنونهم ويعادونهم، بل ويكفرونهم؟! ولم تشفع لهم عندهم صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم واختيار الله تعالى لهم ليكونوا صحابة رسوله، ونقلة دينه وحماته وناصريه، ولا يرتاب عاقل رشيد في أن الطعن فيهم هو في الحقيقة طعن في من صحبوه وآزروه، بل هو طعن في الله تعالى الذي اختارهم لتلك الصحبة، وأثنى عليهم في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى أية حال؛ فلا بد للوقوف على شيء من تفاصيل هذه المسائل وغيرها مما يميز بين الحق والباطل، ولا يتسع المجال هنا لذلك، فنحيل السائل الكريم على الرسائل والكتب المتخصصة في ذلك.
والله أعلم.