الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما لا شك فيه أن ما قلته لأبيك هو من العقوق، فاستغفر الله منه، وتب إليه، واعتذر لأبيك لعله يتجاوز عن زلتك، ويغفر لك خطيئتك.
وأما الأعمال التي ذكرت كونها سببا لكرهك له، فلم تبين لنا هل هي مما يجب كرهه شرعا كالمعاصي أم ليست كذلك.
وعلى كل، فكره المعاصي والأعمال السيئة التي قد تصدر منه لا حرج فيه؛ لأنه كره للفعل لا للفاعل، كما أن الكره القلبي الذي لا يملك المرء دفعه لا مؤاخذة فيه، لكن يؤاخذ المرء بتصرفه وفق ذلك الكره بقول، أو فعل محرم تجاه الأب حتى ولو كان مسيئا ومقصرا، أو فاسقا، فإن ذلك لا يسقط بره، ولا يبيح الإساءة إليه؛ وانظر الفتوى رقم: 43891
والله أعلم.