الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكتابة على الملابس جائزة من حيث الأصل، لكن الإشكال أن الملابس عرضة للامتهان والإصابة بالعرق والوسخ، ومن هنا ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز كتابة ما فيه ذكر الله تعالى على الملابس، قال الشيخ ابن باز: قد يقال في هذا: إن الكتابة على الفنيلة بسم الله الرحمن الرحيم غير جائز، لأنها عرضة لأن تلقى في المحلات التي لا يتوقى فيها القذر، وقد تلقى في محلات ليست نظيفة، فالحاصل أنه لا ينبغي أن يكتب على الفنيلة وشبهها أسماء الرب عز وجل، ولا بسم الله الرحمن الرحيم والآيات من القرآن، لأن هذا قد يمتهن، ويداس في بعض الأحيان إذا اخلولق، فالمقصود أن هذا لا يجوز. اهـ.
ويستوي في ذلك كون ما فيه ذكر الله مكتوبا بالعربية أو بغيرها، كما بيناه في الفتويين رقم: 52389، ورقم: 57105.
فالذي ينبغي عدم كتابة الأحاديث على الملابس، ولو بغير اللغة العربية، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب احترام كل مكتوب بالعربية أو غيرها، كما سبق في الفتوى رقم: 49181.
لكن إذا كانت الملابس مصونة عن الامتهان فلا حرج أن يكتب عليها ما فيه ذكر الله، كما بيناه في الفتوى رقم: 100830
وأما مجرد رسم صور غير ذوات الأرواح فجائز لا بأس به، قال النووي: وأما الشجر ونحوه ممالا روح فيه فلا تحرم صنعته ولا التكسب به وسواء الشجر المثمر وغيره وهذا مذهب العلماء كافة إلا مجاهدا فإنه جعل الشجر المثمر من المكروه، قال القاضي لم يقله أحد غير مجاهد واحتج مجاهد بقوله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ـ واحتج الجمهور بقوله صلى الله عليه وسلم: ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ـ أي اجعلوه حيوانا ذا روح كما ضاهيتم، وعليه رواية، ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقى ـ ويؤيده حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ المذكور في الكتاب: إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له. اهـ.
والله أعلم.