الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تعلم أن الصلاة عماد الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الكفر - أو الشرك - ترك الصلاة. أخرجه مسلم.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة .
هذا الحكم بالنسبة لمن يتركها ولا يؤديها، أما من يؤديها لكن يتكاسل في أدائها ويؤخرها عن وقتها، فقد توعده الله بالويل فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ {الماعون:4}، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:5}. والويل هو واد في جهنم، نسأل الله العافية.
وكيف لا يحافظ المسلم على أداء الصلاة، وقد أمرنا الله بذلك فقال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ {البقرة:238}. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخل الجنة. رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه وغيرهم.
فمن حافظ على الصلاة كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليها ليس له عند الله عهد، فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة !! وأما ما ذكرت من أن سبب تكاسلك عن الصلاة هو تكاسلك عن الوضوء، فهذا غير مقبول، وهو من الشيطان، فالوضوء ليس بالعمل الشاق الذي يجعلك تتكاسل عن أدائه، وراجع بعضا من فضائل الوضوء في الفتاوى التالية أرقامها: 97180 // 48441 // 93245 // 18339 //32626 //135002 .
فعليك يا أخي أن تستعيذ بالله من شره وكيده، وتستعين بالله على أداء الصلاة على أكمل وجهها حتى يتقبلها الله تعالى منك.
والله أعلم.