الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأبشر أيها الأخ الكريم، فإن رحمة الله أوسع مما تظن، وقد وسعت رحمته سبحانه كل شيء، وما تذكره عن نفسك من عجزك عن التوبة إنما هو من تسويل الشيطان لك وخداعه إياك، وإلا فنحن نقطع بأنك غير عاجز عن التوبة، ودليل ذلك إقلاعك عن هذه العادة الذميمة مددا طويلة، فمرة أقلعت عنها ثلاثة أشهر، ومرة أقلعت عنها قريبا من السنة، وهذا يدل على أنك قادر على تركها ـ بإذن الله ـ فقط عليك أن تكثر اللجأ إلى الله تعالى وتصدق في دعائه والتضرع له سبحانه ليرفع عنك هذا البلاء، وكلما واقعت هذا الذنب فتب ولا تمل من التوبة ولا تسأم منها، فإن الشيطان يود لو ظفر منك بهذه فيجعلك أسيرا للذنب، بل مهما تكرر الذنب فتب واعلم أن الله يقبل توبتك ويقيل عثرتك، فإن زلت نفسك وعاودت الذنب مرة أخرى فعد للتوبة وهكذا حتى يمن الله عليك بالعافية، ولا تستسلم لإغواء الشيطان وصده لك عن التوبة، فإنك مهما تبت من الذنب محا الله أثره عنك ولم تكن مؤاخذا به، والله تعالى يحب التوابين، وهو سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فلا تيأس واستمر في طريق الطاعة والمجاهدة، وادع الله بأن ييسر لك الزواج ويعينك على نفسك الأمارة بالسوء، واستمر في الأخذ بما أرشدنا إليه من نصائح، وسيكون ما تحب إن شاء الله من الانتصار على هذه العادة الذميمة والتخلص منها ـ بإذن الله ـ وأكثر من الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وفقك الله لما فيه رضاه وألهمك رشدك وأعاذك من شر نفسك.
والله أعلم.