الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز قصر الصلاة للمسافر حتى يبدأ في السفر بالفعل، ولا يكفي مجرد نية السفر، ولا العزم عليه؛ لأن الله تعالى يقول: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ [النساء:101]، فجعل جواز القصر مشروطًا بالضرب في الأرض، الذي هو السير فيها، وقال ابن قدامة في المغني: وجملته أنه ليس لمن نوى السفر القصر حتى يخرج من بيوت قريته، ويجعلها وراء ظهره, وبهذا قال مالك، والشافعي، والأوزاعي، وإسحاق، وأبو ثور، وحكي ذلك عن جماعة من التابعين. انتهى
وبناء عليه, فلا يجوز لك قصر الظهر والعصر قبل السفر, ولو كان وصولك للمكان المقصود بعد صلاة المغرب أو قبلها, وإنما يجوز لك القصر إذا بدأت في السفر وجاوزتَ جميع بيوت القرية التي أردت السفر منها, ولو سافرت بعد دخول وقت الظهر, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 199745.
وبخصوص جمع الظهر مع العصر قبل سفرك: فإن كنت ستسافر في طائرة وأمكنك أن تصلي داخل الطائرة فلا يجوز لك الجمع قبل السفر, وإن تعذرت الصلاة داخل الطائرة, وكنت ستصل بعد المغرب ففي هذه الحالة يجوز لك الجمع قبل السفر رفعًا للحرج والمشقة, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 142323, والفتوى رقم: 147169.
أما إن كنت ستسافر عن طريق البر فيجوز لك جمع الظهر مع العصر وقصرهما إذا جاوزت جميع بيوت قريتك - سواء كنت ستصل البلد المقصود قبل المغرب أم بعده - ولا يجوز لك الجمع قبل السفر.
والله أعلم.