الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في التهنئة أنها من أمور العادات، ومن ثم كان الأمر فيها واسعًا، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة - رضي الله عنهم -، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنئ بعضهم بعضًا ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام. انتهى.
وأفتى الشيخ - رحمه الله - في التهنئة بالعام الهجري الجديد بأنها من أمور العادات: فلا إثم في التهنئة به, وإن كان تركها أولى، قال - رحمه الله -: التهنئة بحلول العام الجديد ليس لها أصل من عمل السلف الصالح، فلا تبتدئها أنت، ولكن إن هنَّاك أحد فرد عليه؛ لأن هذا أصبح معتادًا في أوساط الناس. انتهى.
والتهنئة بيوم الجمعة من هذا الباب فيما يظهر - والعلم عند الله تعالى - فتجوز التهنئة به, وإن كان ترك ذلك أولى؛ لكونه لم ينقل عن السلف؛ ولأن بعض أهل العلم ذهب إلى عدم مشروعية هذا الفعل وعده من البدع, والخروج من الخلاف أولى على كل حال، قال الشيخ الفوزان: ما كان السلف يهنئ بعضهم بعضًا يوم الجمعة, فلا نحدث شيئًا لم يفعلوه. انتهى.
ولا ينبغي التزام هذه التهنئة على وجه يشبهها بالمسنون, فيعتقد الناس أن هذا مشروع، ومضاهاة غير المسنون بالمسنون من البدع، وانظر الفتوى رقم: 55065.
والله أعلم.