الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل منك ما عملت من كفالة اليتيمة، فهو من أعظم القربات التي يعظم ثوابها عند الله تعالى، فقد ثبت الترغيب في فعلها في الحديث المتفق عليه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئاً.
فإن استطعت المواصلة في ذلك من دون إضاعة للواجبات فهو أفضل، وإلا فإن الواجب من قضاء الديون المستحقة، والإنفاق على الوالدين الفقيرين، مقدم على التطوع بكفالة اليتيمة، فنفقة الوالدين الفقيرين واجبة على الابن القادر بالإجماع.
قال ابن قدامة في المغني: أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين لا كسب لهما ولا مال، واجبة في مال الولد. انتهى.
وفي المدونة: قال مالك: تلزم الولد المليء نفقة أبويه الفقيرين ولو كانا كافرين، والولد صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، كانت البنت متزوجة أم لا، وإن كره زوج الابنة. انتهى.
والله أعلم.