الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأسماء التي يجب تعظيمها وحفظها عن الامتهان هي أسماء الله، أو أسماء الأنبياء. وأما أسماء الناس، والأماكن، والدول، والشهور فليست كذلك.
قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله، أو اسم نبي له، يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد، أو عيسى، أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم. اهـ.
وأما محوك للاسم بالقلم حتى لا يبقى منه شيء، فهو كاف في حصول المقصود .
هذا، وننبه السائلة على أنه لا يجب عليها تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فتوقع نفسها في الحرج والمشقة البالغة، فإن هذا منفي عن الشريعة، كما قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ {المائدة:6}، وقال سبحانه: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا. رواه البخاري.
والله أعلم.