الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأفضل في الحال التي ذكرتها أن تصف يسار الإمام, وأفضلية جهة اليمين ليست مطلقة، وإنما إذا كانت متقاربة مع جهة اليسار، أما إذا كان الفرق كبيرا بينهما، بأن كانت جهة اليمين أطول، فإن الاصطفاف يسار الإمام أفضل في هذه الحال.
سُئل الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله تعالى-: إذا كان يمين الصف أطول من يساره، فهل يصلي في الأيمن أم في الأيسر ؟ فأجاب: إذا كان الفرق بيِّناً صلى في اليسار. أما إذا تساويا، أو كان الفرق يسيراً، فليصل في اليمين.
فسُئِل: هل يأمرهم الإمام بالانتقال عند وجود فرق بيِّن ؟ فأجاب: نعم، ونحن نأمرهم بذلك من اليمين إلى اليسار، والعكس. اهــ .
وجاء في مجموع فتاواه: يمين الصف أفضل من يساره, وهذا إذا كانا متقاربين, فإذا بعد اليمين بعداً بيناً، فإن اليسار والقرب من الإمام أفضل. وعلى هذا فلا ينبغي للمأمومين أن يكونوا عن يمين الإمام حتى لا يبقى في اليسار إلا رجل أو رجلان؛ وذلك لأنه لما كان المشروع في حق الثلاثة أن يكون إمامهم بينهم, كان أحدهما عن يمينه, والآخر عن يساره، ولم يكونوا عن اليمين, فدل هذا على أن الإمام يكون متوسطاً في الصف أو مقارباً. والخلاصة: أن اليمين أفضل إذا كانا متساويين أو متقاربين, وأما مع بعد اليمين فاليسار أفضل؛ لأنه أقرب إلى الإمام. اهــ.
والله تعالى أعلم