الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكافر إذا أسلم وكان في اسمه تعبُّد لغير الله كعبد المسيح أو عبد الرسول أو عبد العزى، أو كان يتسمى بملك الملوك، أو سلطان السلاطين، أو بالأسماء المختصة بالله كالأحد والصمد والجبار ونحوها، فهذا يجب تغييره.
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى، وعبد هبل.
وقد ثبت في الصحيحين ما يدل لهذا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الملوك. وفي رواية مسلم: أغيظ رجل عند الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الملوك! لا ملك إلا الله.
أما إن خلا اسمه مما ذكر، وكان من الأسماء التي لها معان تكرهها النفوس ولا تلائمها كحرب وكلب أو أسماء الشياطين وما شابه ذلك، فإنه يستحب تغييره إلى ما هو أحسن، وذلك لما رواه مسلم عن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم بدل اسم عاصية وقال: أنت جميلة.
وقال ابن القيم: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتد عليه الاسم القبيح، ويكرهه جداً من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال، حتى إنه مر في مسير له بين جبلين، فسأل عن اسمهما؟ فقيل له: فاضح ومخز. فعدل عنهما ولم يمر بينهما. وقد كان صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك، ومن تأمل السنة وجد معاني الأسماء مرتبطة بها.
وعلى كلٍ، فإن كان الاسم الذي يحمله الإنسان قبل إسلامه فيه مخالفة للعقيدة وجب تغييره، وإلا فيستحب أن ما تنفر منه النفوس، وما عدا ذلك فلا حرج في إبقائه.
والله أعلم.