الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان يشق عليك تمام المتابعة في السجود مع الإمام بسبب مرضك، فإنك معذور في ترك الصلاة جماعة في المسجد وتكون مخيرا بين الصلاة في البيت، وبين صلاتك في المسجد على ما تستطيعه من متابعة الإمام، ولو سجدت إيماء، قال ابن قدامة: وَإِنْ قَدَرَ الْمَرِيضُ عَلَى الصَّلاةِ وَحْدَهُ قَائِمًا, وَلا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ مَعَ الإِمَامِ لِتَطْوِيلِهِ, يَحْتَمِلُ أَنْ يَلْزَمَهُ الْقِيَامُ وَيُصَلِّيَ وَحْدَهُ، لأَنَّ الْقِيَامَ آكَدُ لِكَوْنِهِ رُكْنًا فِي الصَّلاةِ لا تَتِمُّ إلا بِهِ, وَالْجَمَاعَةُ تَصِحُّ الصَّلاةُ بِدُونِهَا, وَاحْتَمَلَ أَنَّهُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ, لأَنَّنَا أَبَحْنَا لَهُ تَرْكَ الْقِيَامِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ, مَعَ إمَامِ الْحَيِّ الْعَاجِزِ عَنْ الْقِيَامِ, مُرَاعَاةً لِلْجَمَاعَةِ, فَهَاهُنَا أَوْلَى, وَلأَنَّ الْعَجْزَ يَتَضَاعَفُ بِالْجَمَاعَةِ أَكْثَرَ مِنْ تَضَاعُفِهِ بِالْقِيَامِ, بِدَلِيلِ أَنَّ: صَلاةَ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ، وَصَلاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ـ وَهَذَا أَحْسَنُ, وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ. انتهى.
وتترجح صلاتك في البيت إن تمكنت من أن تصليها جماعة في بيتك بدون أي مخالفة، كأن تكون أنت الإمام، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: ويحوز فضيلتها ـ أي الجماعة ـ بصلاته في بيته ونحوه بزوجته أو ولد أو رقيق أو غيرهما، إذ أقلها اثنان. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم: 128394.
والله أعلم.