الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك بهذه الحال، فهي على خطر عظيم، وهي ظالمة لك، ومسيئة إليك، لكن مع ذلك فإن لها حقا عليك، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك؛ وانظري الفتويين: 101410، 68850. فما بالك بغيرهما.
فصاحبيها بالمعروف، واصبري عليها، وأطيعيها في المعروف، وتمسكي بدينك، واثبتي على الحق قدر استطاعتك، واستعيني بالله عز وجل، وأكثري من دعائه؛ فإنه قريب مجيب.
وإذا قمت بما يجب عليك تجاه أمك، فلا يضرك بعد ذلك دعاؤها عليك –إن شاء الله-
قال ابن علان: (ودعوة الوالد على والده) أي إذا ظلمه ولو بعقوقه. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين.
وقال المناوي: وما ذكر في الوالد، محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق. التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوي - وانظري الفتوى رقم: 65339.
وأبشري بخير عظيم، وأجر كبير –بإذن الله- قال تعالى : " "..إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.