الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود بالمعاشرة: الزنا ـ فلا شك أن الذي يزني بأخته ـ عياذا بالله ـ قد جمع بين الزنا والدياثة، فإن الديوث كما جاء تعريفه في الموسوعة الفقهية: وَفِي اصْطِلاحِ الْفُقَهَاءِ عُرِّفَتِ الدِّيَاثَةُ بِأَلْفَاظٍ مُتَقَارِبَةٍ يَجْمَعُهَا مَعْنًى وَاحِدٌ لا تَخْرُجُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ، وَهُوَ عَدَمُ الْغَيْرَةِ عَلَى الأَهْلِ وَالْمَحَارِمِ. انتهى.
وأي غيرة بقيت في قلب هذا الآثم الزاني بأخته؟! والواجب نصح من وقع في هذه الفاحشة العظيمة بالتوبة إلى الله توبة صادقة بالندم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إلى هذا الجرم العظيم، فإن تاب وإلا فيجب إخبار أهله أو من يزجره ويمنعه من الوقوع في هذه الفاحشة مرة أخرى، وننبه أن عدم دخول الديوث الجنة -كما جاء في الحديث- يحتمل أحد معنيين:
الأول: أنه لا يدخل الجنة مطلقاً، وذلك فيمن استحل ذلك، لأن استحلاله للفاحشة يخرجه من الإسلام، وبذلك يحرم عليه دخول الجنة.
الثاني: أن الجنة يحرم عليه دخولها ابتداء، فقد يدخل النار فيجازى على ذنوبه، ثم بفضل الله يدخل الجنة، أو قد يغفر الله له فلا يدخل النار، لكن لا يكون من السابقين في دخول الجنان.
وهذا الوعيد في حق من مات من المسلمين قبل أن يتوب من هذا المنكر العظيم، أما من تاب منه، فإن الله يتوب عليه.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 60406، 111123، 56653.
والله أعلم.