الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا جواب السائل في الفتوى رقم: 202375.
وأما الحديث الذي ذكره، فرواه ابن سعد في الطبقات، وأحمد في المسند، وعنه الضياء في المختارة.
وأما قوله: "ورد الفعل (علا) غير متعد، فهل هذا صحيح في اللغة، حيث إنني لم أجد الفعل (علا) مقترنا بحرف الجر على".
فليس بصحيح؛ فإن الفعل (علا) يتعدى بنفسه وبالحرف.
جاء في (المعجم الوسيط): يُقَال: علا فلَان فِي الأَرْض، تكبر وتجبر ... وَالشَّيْءَ وَعَلِيهِ وَفِيه: رقِيه وصعده. اهـ.
وقال الزبيدي في (تاج العروس): يتعدى إليه الفعل بحرف، وبغير حرف. اهـ.
وننقل للفائدة ما قاله المناوي في (فيض القدير) في شرح حديث: "إنما النساء شقائق الرجال" قال: أي أمثالهم، كذا قرره البعض، وأولى منه قول بعض العارفين: إنما كن شقائق الرجال؛ لأن حواء خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام، وخلقت كل أنثى من بنيه من سبق مائها وعلوه على ماء الرجل، وكل ذكر من سبق ماء الرجل وعلوه على ماء المرأة، وكل خنثى فمن مساواة الماءين في الأخلاق والطبائع كأنهن شققن منهم. اهـ.
والله أعلم.