الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولا على حرصك على الاستقامة على طاعة الله تعالى، ولا شك في أن هذا سبيل النجاة بإذن رب الأرض والسماء، وهو مما لا يجوز أن يجامل المسلم فيه أحدا، قال تعالى: وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ {الشورى:15}، وروى الترمذي عن عائشة- رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس. والحديث صححه الألباني.
فنوصيك بالثبات على هذا الطريق، ولا تلتفت إلى إرجاف أي مرجف.
ونشكرك ثانيا على حرصك على البر بأمك، ولا شك في أن هذا من أجل الطاعات وأعظم القربات، وباب إلى دخول الجنات، كما جاء في حديث معاوية بن جاهمة أنه جاء يستأذن رسول الله صلى الله عله وسلم فسأله: أحية أمك؟ قال: نعم، قال: ويحك الزم رجلها. فثم الجنة. والحديث رواه ابن ماجه، وصححه الألباني؛ ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 55048.
ومن هنا فإن مما نرشدك إليه أن تبحث عن سبيل يمكنك من خلاله الجمع بين بر أمك بإكمال الدراسة، وحفظ نفسك من الفتنة وأسبابها، بأن تسعى في الزواج من امرأة مسلمة، صالحة، تعينك في أمر دينك ودنياك، ومن سعى في الزواج بنية العفاف أعانه الله، قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي سنن الترمذي وسنن النسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
فإذا تيسر لك الزواج، فبها ونعمت. وإن لم يتيسر لك، وخشيت على نفسك الفتنة، وجبت عليك الهجرة إلى بلد تأمن فيه على نفسك سواء بلدك أو غيره، ويمكنك أن تبحث هنا عن بلد مسلم تتمكن فيه من إكمال دراستك بعيدا عن أهلك ومضايقاتهم لك.
وفي الختام نوصيك بكثرة الدعاء، فهو من أفضل ما تقضى به الحاجات، وتدفع به الكربات، والله تعالى خير مسؤول، وخير مجيب، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
واحرص على كل ما يمكن أن يجعل أمك في طمأنينة بسلوك سبيل الاعتدال في التدين، فلا إفراط ولا تفريط. وراجع الفتوى رقم: 39427 ، والفتوى رقم: 25338 ، والفتوى رقم: 134119.
وعليك أن تتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا، ففيه محور خاص بالشباب ومحاولة حل مشاكلهم، وذلك على الرابط التالي: http://consult.islamweb.net/consult/index.php .
والله أعلم.