من اغتسل وخرج من سائل يظنه منيا

21-5-2013 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام ‏على رسول الله.‏
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا.‏
كنت قد كدت أن أحتلم في منامي، ‏لكني استيقظت على لذة ذلك الاحتلام ‏وشهوته، لكن لم أدعه يتم مع ‏إحساسي بلذته، فانقلبت وغيرت جهة ‏نومي، فانقطع. ثم ذهبت ‏إلى دورة المياه، فلم أجد ذلك الماء ‏الذي يخرج مني عادة بعد الاحتلام ‏ونحوه، وصفته أنه شفاف كثير قد ‏يكون معه إفرازات بيضاء، وإنما ‏أعرف الاحتلام بوجود هذا الماء ‏الشفاف الكثير فلم أجده، ووجدت شيئا من الإفرازات ‏البيضاء، اعتبرتها من إفرازات الفرج ‏المعتادة. وكان قد بقي على صلاة ‏الظهر حوالي ساعة، فانتظرت ‏خروج هذا الماء، فبعد حوالي ساعة ‏خرج مني ماء رقيق، شفاف به ‏شيء كالرغوة البيضاء، لكنه يسير جدا وهو ‏كالمذي، وهو الذي أجده غالبا بعد ‏الاحتلام وقضاء الشهوة. فانتظرت ‏ولم أغتسل ليتكامل خروجه، فلم يخرج ‏شيء كثير، فاغتسلت قبل خروج ‏وقت صلاة الظهر بساعة، وبعد ‏الصلاة خرج شيء يسير أيضا من ‏ذلك الماء الشفاف، فاستخرت الله ‏تعالى في إعادة الغسل، فلم أطمئن ‏إلى إعادته، فتوضأت وصليت، ‏وتكرر خروجه قبل صلاة المغرب، ‏فلم أغتسل بل توضأت فقط. ثم ‏خرجت مني بعض الإفرازات تميل ‏لشيء من الصفرة، اعتبرتها من ‏إفرازات الفرج الناقضة للوضوء، ‏ولم أعد الغسل الأول لتكرر خروج ‏ذلك الماء، ومشقة الاغتسال؛ ولعدم ‏تأكدي أنه مني، فقد يكون مذيا خاصة ‏مع عدم اكتمال الاحتلام.‏
فهل صلاتي صحيحة؟ وهل يلزم أن ‏يكون مني المرأة أصفر ذو رائحة، ‏فأنا لا أجد هذا الوصف في الماء ‏الذي يخرج بعد الاحتلام، بل هو ماء ‏كثير شفاف لزج كالمذي، لكنه كثير، ‏به أعرف الاحتلام. وأما الإفرازات ‏البيضاء ذات الرائحة التي تشبه ‏الطلع أو العجين، فقد تخرج مني بلا ‏سبب شهوة، وأظنها تخرج في أيام ‏التبويض.‏
أرجو التوضيح ليزول عني اللبس.‏

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فصلاتك صحيحة, ولو فُرض أن ما خرج منك بعد الغسل كان منيا، فإنه لا يلزمك الاغتسال عند كثير من الفقهاء، وهو مذهب الحنابلة؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 137307.

وحيث إنك مصابة بالوسوسة في هذا الباب -كما يظهر لنا من أسئلتك السابقة- فلا حرج عليك بالأخذ بهذا القول، لا سيما وأنك لا تجزمين بأن ما خرج منك كان منيا، وقد سبق أن بينا أن من شك في الخارج هل هو مني أم لا، فإنه يتخير بين أن يعتبره منيا فيغتسل له، أم لا فيستنجي منه فقط؛ وانظري الفتوى رقم: 158767. ولا يلزم أن يكون مني المرأة أصفر في كل الأحوال بل قد يبيض.

قال النووي رحمه الله تعالى: وأما مني المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه، وفتور شهوتها عقب خروجه. اهـــ.

وإننا ننصح الأخت السائلة بأن تكف عن الوسوسة في هذا الأمر؛ فإن الوسوسة فيه غالبا ما تكون من الشيطان الذي يسعى لأن يضيق على العبد ويشق عليه بكثرة الاغتسال حتى يُثقِل عليه شأنَ الصلاة.

والله تعالى أعلم
 

www.islamweb.net