الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك وأن يهديك صراطه المستقيم، ثم اعلم ـ أيها الأخ الفاضل ـ أنك على خير عظيم، فلا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله، وإياك أن تترك شيئا مما تفعله من الخير، فإن الشيطان ود لو ظفر منك بهذه، بل استكثر من الطاعات ما أمكنك، وكلما أحدثت ذنبا فأحدث له طاعة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وقد قال الله تعالى: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {التوبة:102}.
وعليك أن تتوب من هذا الذنب القبيح وأن تحذر أن يخذلك الله بسبب هذا الذنب ويمنعك توفيقه ومعونته، فالجأ إليه سبحانه فإنه لا يعينك على التوبة والإقلاع عن هذا الذنب غيره، وجاهد نفسك مجاهدة صادقة، وثق أنك مع العزيمة القوية والإرادة الجازمة والاستعانة بالله تعالى ستصل إلى مبتغاك وتقلع عن هذا المنكر ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
واصحب أهل الخير واحمل نفسك على ترك النظر المحرم الذي يسبب لك هذا الفعل المنكر، وكلما هممت بنظرة لا تجوز فاستحضر نظر الله إليك واطلاعه عليك، واعلم أن نظره إليك أسبق من نظرك إلى المنظور فخفه واحذر عقوبته ونقمته، وأكثر من الفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، فإن هذا من أعظم ما يرقق القلب ويحمل على مجانبة المنكرات، نسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح.
والله أعلم.