الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة، ثم اعلم أيها الأخ الكريم أن ذنبك مهما كان عظيما فإن عفو الله أعظم، فلو صدقت توبتك فإن الله تعالى يمحو عنك ما كان منك من الذنوب، وتعود كمن لم يقارف ذنبا، كما روي عن المعصوم صلوات الله عليه أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فأبشر وأحسن ظنك بربك تعالى، واستحضر أسماءه الحسنى، وصفات جماله جل اسمه كالغفور، الرحيم، البر، التواب، العفو، الرؤوف وما إليها؛ فإن تفكرك في هذه الأسماء يزرع في نفسك الطمأنينة، ويعطيك بإذن الله الشعور براحة البال، وأقبل على ربك، واجتهد في طاعته وطلب مرضاته، واعلم أن اللذة الحقيقية لا تنال إلا بطاعة الله تعالى والتقرب إليه، ولكن لا بد لتحصيل هذه اللذة من المجاهدة والمصابرة؛ وانظر الفتوى رقم: 139680.
وأما ما مضى من ذنبك فهل الأولى لك أن تتذكره أو أن تنساه؟ في ذلك تفصيل انظره في الفتوى رقم: 161551.
وامض في طريق الزواج، ولا تكترث لما مضى منك، فإنه قد زال بحمد الله، وأبدلك الله بهذا التاريخ المظلم حاضرا مشرقا منيرا بطاعة الله سبحانه، فهون عليك، وأقبل على ربك وأخلص له، وأحسن ظنك به، فإنه سبحانه عند ظن العبد به.
نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
والله أعلم.