الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يخلو سؤالك هذا من نوع وسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها؛ لما يفضي إليه ذلك من الشر العظيم.
والواجب عليك إذا استنجيت أن تغسل المحل حتى يعود خشنا كما كان، ويكفي في حصول هذا الإنقاء غلبة الظن. وإذا استجمرت فيجب الإنقاء حتى لا يبقى إلا الأثر الذي لا يزول إلا بالماء؛ وانظر الفتوى رقم: 131364 ، ورقم: 132194.
ثم إذا عرقت بعد هذا فلا يضر، ولا تلتفت إلى ما يعرض من الوساوس، ولا تفتش عن طبيعة هذا العرق؛ فإنه محكوم بطهارته ما دمت قد استنجيت على الوجه المشروع.
قال الموفق في المغني: ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنَّ مَحَلَّ الِاسْتِجْمَارِ بَعْدَ الْإِنْقَاءِ طَاهِرٌ، فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَأَلْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الرَّجُلِ يَبُولُ فَيَسْتَبْرِئُ، وَيَسْتَجْمِرُ يَعْرَقُ فِي سَرَاوِيلِهِ؟ قَالَ: إذَا اسْتَجْمَرَ ثَلَاثًا، فَلَا بَأْسَ. وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إذَا اسْتَنْجَيْت مِنْ الْغَائِطِ يُصِيبُ ذَلِكَ الْمَاءُ مَوْضِعًا مِنِّي آخَرَ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: قَدْ جَاءَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ، فَاسْتَنْجِ أَنْتَ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ ثُمَّ لَا تُبَالِي مَا أَصَابَك مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ. انتهى.
والله أعلم.