الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن نظرية دارون من أسخف الهراء، وهي مصادمة لآيات صريحة من كتاب الله، وقد بينا فساد هذه النظرية في الفتويين رقم: 57722، ورقم: 4755.
لكن إذا ألزمت بدارسة هذه النظرية في دراستك النظامية وكان عندك علم كاف ببطلان هذه النظرية، فلا حرج عليك في دراستها، وليكن مقصودك بدراستها معرفة أوجه بطلان هذه النظرية بالتفصيل للتحذير منها، وقد سئلت اللجنة الدائمة: هل دراسة الفلسفة والمنطق والنظريات التي فيها استهزاء بآيات الله يحل الجلوس في أماكن دراستها؟ وهل هذا يدخل ضمن الآية الكريمة: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ؟ فأجابت: إذا كان عالما واثقا من نفسه لا يخشى الفتنة في دينه من قراءتها ولا من مجالسة أهلها وقصد بقراءتها الرد على ما فيها من باطل ـ نصرة للحق ـ جاز له دراستها لذلك، وإلا حرم عليه دراستها ومخالطة أهلها، بعدا عن الباطل وأهله، واتقاء للفتنة. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 119416، 10942، 31515.
والله أعلم.