الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود.
فإذا أيقن القلب بذلك واستحضر قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4ـ 5}.
وقوله جل وعلا: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.
وقوله عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة. رواه مسلم.
إذا استحضر هذه النصوص ونحوها أثمر ذلك في قلبه تعظيم قدر الصلاة لا محالة، وأورثه المحافظة عليها والاهتمام بها، وقد ذكرنا بعض ما يعين على ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 43268، 4307، 181963.
فاستعيني بالله ودعي عنك وساوس الشيطان والظنون والأوهام، وتوبي إلى الله عز وجل من هذا الإثم الكبير، واعزمي من الآن على المحافظة على الصلوات، والتوبة مقبولة بشروطها، كما سبق في الفتوى رقم: 5450.
وأما عن قضاء الصلوات المتروكة عمدا: فقد اختلف الفقهاء في وجوب قضائها، وجمهور العلماء على الوجوب، وهذا هو الأحوط والأبرأ للذمة، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 12700.
وأما قضاء صوم رمضان: فلا يجوز تأخيره إلى ما بعد رمضان آخر بدون عذر، ومن ثم فيجب مع القضاء إخراج كفارة وهي: إطعام مسكين مقدار مد من قوت البلد عن كل يوم قضاء، كما سبق في الفتويين رقم: 163065، ورقم: 163275.
وبالنسبة للصوم الذي تركته بعد الولادة، إن كان بسبب الرضاعة: فقد سبق الكلام على ذلك في الفتويين رقم: 113353، ورقم: 121567.
ويجدر بالذكر أن ارتكاب الصائم المعاصي لا تبطل صومه، ولكنها تنقص أجره، وقد تذهب بثوابه بالكلية، وانظري الفتويين رقم: 11632، ورقم: 162815.
والله أعلم.