الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرحم أخاك وجميع موتى المسلمين، ولتعلم أن في الصلاة على الجنازة وحضور دفنها خيرا كثيرا وأجرا عظيما لا ينبغي للمسلم أن يفوته على نفسه، فقد روى مسلم وغيره أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ.
وما دامت نيتك الحضور ولم يمنعك منه إلا النوم وعدم العلم، فنرجو الله تعالى أن يكتب لك أجر نيتك الحسنة هذا، وبإمكانك أن تتدارك بعض ما فاتك فتصلي ـ صلاة الجنازة ـ على قبر أخيك وقيدها بعض أهل العلم بما لم يتجاوز شهرا، قال ابن قدامة في المغني: مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ، فَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، مَا لَمْ تُدْفَنْ، فَإِنْ دُفِنَتْ، فَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى الْقَبْرِ إلَى شَهْرٍ.
والله أعلم.