الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقولك: وأنا صغير ولم أكن أعرف أنه شيء حرام أو عيب كان ساعتها عندي 12 سنة ـ فجوابه: أن الصغير دون البلوغ مرفوع عنه القلم، فلا تُكتب عليه السيئات، وراجع للفائدة الفتويين رقم: 44654، ورقم: 101784.
لا سيما إذا كان يجهل كونه معصية، وقولك: ولكن تأتيني وساوس كثيرة أن ربنا لن يغفرلي ولن يسترني، لأنني افتضحت... فهذا ننصحك فيه بأن تدع عنك هذه الوساوس، وثق بالله تعالى، واحذر من اليأس من رحمته، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
وإذا كنت قد بلغت الحلم في الفترة التي اقترفت فيها ما اقترفت فاعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 18059.
وكون بعض الناس عرف الأمر، هو نوع بلاء يحتاج منك إلى صبر، واحمد الله أنه لم ينتشر أكثر من ذلك، وتذكر قول الله تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {آل عمران:186}.
وقوله تعالى: الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:1ـ 3}.
واعلم أن من نعمة الله عليك الندم، فهو توبة بنص الحديث، فعليك أن تستثمره في مزيد الإقبال على الله تعالى غفر الله لك، وسترك في الدنيا والآخرة، واحرص على الدعاء بما جاء عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
وراجع للفائدة الفتويين رقم: 41347، ورقم: 3086.
ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا إسلام ويب.
والله أعلم.