الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأصل في الروائح الزكية كرائحة المسك ونحوه أنها لا تفطر وليست كالبخور الذي تحصل به قوة للدماغ وله أجزاء تصل إلى الحلق، ولذا نص الفقهاء على أن المسك لا يفطر شامه ولو استنشقه, جاء في الشرح الكبير للدردير المالكي:
وَأَمَّا الدُّخَانُ الَّذِي لَا يَحْصُلُ بِهِ غِذَاءٌ لِلْجَوْفِ كَدُخَانِ الْحَطَبِ: فَإِنَّهُ لَا قَضَاءَ فِي وُصُولِهِ لِلْحَلْقِ وَلَوْ تَعَمَّدَ اسْتِنْشَاقَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لِلدِّمَاغِ بِهِ قُوَّةٌ كَاَلَّتِي تَحْصُلُ لَهُ مِنْ الْأَكْلِ... وَنَحْوِهِ أَيْ كَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالزُّبْدِ وَالْأَعْطَارِ: قَوْلُهُ فَلَا يُفْطِرُ ـ أَيْ وَلَوْ جَاءَتْهُ الرَّائِحَةُ وَاسْتَنْشَقَهَا، لِأَنَّ الرَّائِحَةَ لَا جِسْمَ لَهَا. اهـ.
وإذا كان المسك الذي ذكرته من النوع الذي يُتبخر به وليس مجرد رائحة ووصل شيء منه إلى حلقك، فإنه يجري فيه خلاف الفقهاء فيمن استنشق البخور ووصل إلى حلقه، فمنهم من قال يفطر بذلك، ومنهم من قال لا يفطر بذلك، ولا شك أن الأحوط البعد عنه وعدم استعماله أثناء الصيام وقضاء الأيام التي استُنشِق فيها ووصل إلى الحلق, وانظري الفتوى رقم: 55456، عن تأثير شم البخور والعطور على الصيام على المذاهب الأربعة، والفتوى رقم: 68033، عن الصائم إذا تطيب ووجد طعمه في حلقه.
والله أعلم.