الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك للحق, وشرح له صدرك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يثبتك عليه.
ثم اعلم - أخي الكريم - أن إسلامك يصح بمجرد النطق بالشهادتين, مع اعتقاد معناهما, والالتزام بمضمونهما، ولا يشترط لصحته إشهاره والجهر به, ومع ذلك فالأولى ـ إن كنت لا تخشى ضررًا على نفسك ـ أن تعلن إسلامك, وتدعو إليه, وتعرف الناس به، وأولى الناس أن تسعى في هدايتهم والأخذ بأيديهم: والداك وأقاربك، وليكن خليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قدوتك في ذلك، قال تعالى منوهًا بشأنه: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) [سورة مريم].
وأما ما تخشاه من مضايقة والديك إن عرفا بإسلامك، فأولى منه أن تخشى عليهما من عذاب الله تعالى، كما سبق على لسان إبراهيم عليه السلام: يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا. فاجتهد ـ حفظك الله ـ في تقريبها من الإسلام، ودعوتهما إليه، بالحكمة والموعظة الحسنة والمحاورة بالحسنى, وأكثر من الدعاء لهما، لعل الله أن يستنقذهما بك من النار, وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 188701، 66610، 187307.
وأما مسألة الإجراءات الرسمية لإشهار إسلامك، فبإمكانك أن تستعين عليها بالمؤسسات الرسمية والجمعيات الأهلية، وعندكم في محافظتكم (جمعية تبليغ الإسلام) فتواصل معهم ليساعدوك.
والله أعلم.