الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر لك غيرتك على أعراض المسلمين، وحرصك على تعليم شبابهم وتبصيرهم بدينهم ونصحهم بالبعد عن مواطن الفتن
غير أننا ننبهك لأمرين:
الأمر الأول: ينبغي أن يكون حبك الشديد للشباب في الله، وبحبك إياهم تتعبد لله تعالى، وفي الحديث الصحيح: أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ.
والأمر الثاني: وهو ما ذكرته من خروج المذي عند كلامك مع بعضهم، فإن هذا الأمر غير معتاد، فنخشى أن يكون سبب ذلك هو النظر إليهم بشهوة، أو لمسهم بشهوة، خصوصا إن كان الشاب جميل الصورة، وفي هذه الحال لا يجوز لك النظر إليهم ولا لمسهم، ففي الإنصاف للمرداوي بعد ما ذكر أصناف الذين يجوز النظر إليهم، ومنهم الرجل إلى الرجل قال: وَلَا يَجُوزُ النَّظَرُ إلَى أَحَدٍ مِمَّنْ ذَكَرْنَا لِشَهْوَةٍ، وَهَذَا بِلَا نِزَاعٍ، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَمَنْ اسْتَحَلَّهُ كَفَرَ إجْمَاعًا، كَذَا لَا يَجُوزُ النَّظَرُ إلَى أَحَدٍ مِمَّنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ إذَا خَافَ ثَوَرَانَ الشَّهْوَةِ، نَصَّ عَلَيْهِ، وَاخْتَارَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ وَغَيْرُهُ. انتهى.
فالواجب عليك البعد عن مواطن الريب والفتن ولو في مقام التعليم، خصوصا وأنك من حملة كتاب الله تعالى، وقد جاء في الموسوعة الفقهية: التعامل مع الأمرد الصبيح من غير المحارم ينبغي أن يكون مع شيء من الحذر غالبا ولو في مقام تعليمهم وتأديبهم، لما فيه من الآفات، وعند الحاجة إلى معاملة الأمرد للتعليم أو نحوه ينبغي الاقتصار على قدر الحاجة وبشرط السلامة وحفظ قلبه وجوارحه عند التعامل معهم، وحملهم على الجد والتأدب ومجانبة الانبساط معهم، والأصل: أن كل ما كان سببا للفتنة، فإنه لا يجوز، حيث يجب سد الذريعة إلى الفساد إذا لم يعارضها مصلحة. انتهى.
والله أعلم.