الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسب الله تعالى كفر مخرج من الملة - والعياذ بالله - ومع ذلك فمن تاب منه فجمهور أهل العلم على صحة توبته، وقد سبق بيان ذلك في عدة فتاوى، منها الفتويين: 767، 9880.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: الاستهزاء بدين الله، أو سب دين الله، أو سب الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة، ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه؛ لقول الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحاً استوفت شروط التوبة، فإن الله تعالى يقبل توبته. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَكْفِيرِ مَنْ سَبَّ الذَّاتَ الْمُقَدَّسَةَ الْعَلِيَّةَ، أَوِ اسْتَخَفَّ بِهَا أَوِ اسْتَهْزَأَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ أَبِاَللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. وَاخْتَلَفُوا فِي قَبُولِ تَوْبَتِهِ: فَذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى قَبُولِهَا, وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى عَدَمِ قَبُولِهَا، وَيُقْتَلُ بِكُلِّ حَالٍ؛ وَذَلِكَ لأَنَّ ذَنْبَهُ عَظِيمٌ جِدًّا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ عَقِيدَتِهِ, وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلآخِرَةِ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فِي تَوْبَتِهِ قُبِلَتْ بَاطِنًا وَنَفَعَهُ ذَلِكَ. انتهى.
فإذا علم أن الراجح قبول توبة ساب الله تعالى، فإذا تاب فلنا ظاهره وهو صحة إسلامه، وما يترتب على ذلك من جواز أكل ذبيحته.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 118361.
والله أعلم.