الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بسبب انصراف الخطاب عنك هل هو بسبب سحر، أو عين، أو غير ذلك، وإن كنا نحذّر من التسرّع والمبالغة في نسبة أسباب المشكلات إلى السحر والمس ونحوه، لكن على أية حال، فإنّ علاج هذه الأمور ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ وأهم أسباب العلاج التوكل على الله والمحافظة على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة والدعاء مع حسن الظن بالله، ولا بأس بالرجوع إلى الثقات من المعالجين بالطرق المشروعة، وراجعي الفتويين رقم: 2244، ورقم: 10981.
واعلمي أن تأخر زواجك قدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، فلا تجزعي لتأخر زواجك، وثقي بأن الله قد يصرف عنك شيئا ترغبين فيه ويدخر لك خيرا منه، قال ابن القيم: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. اهـ
وما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات أمر لا يقره الشرع، لكن مجرد التعلق القلبي من غير كسب، أو سعي في أسبابه لا مؤاخذة به، والدواء الناجع لهذا التعلق هو الزواج، فإذا لم يتيسر لهما الزواج فعليهما الانصراف عن هذا التعلق حتى لا يؤدي إلى الوقوع في المحرمات، وعليه فقد أخطأت بإقامة علاقة مع هذا الرجل المريض، وأما قبولك خطبة غيره فليس فيها إثم أو ظلم له، وعلى أية حال فقد أفضى إلى ربه، وينبغي ألا تنشغلي به، لكن لا مانع من الاستغفار له والصدقة عنه، وأما بلوغ السلام إليه: فلا نعلم له دليلا في الشرع، والمرأة تكون في الجنة لآخر أزواجها، والذي ننصحك به أن تشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، واعلمي أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على رجل صالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281. وللفائدة ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.