الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت ولله الحمد على خير ـ إن شاء الله تعالى ـ ولكن عليك أن لا تتكاسل عن أداء الصلاة المفروضة مع الجماعة في المسجد لما في ذلك من مضاعفة ثوابها، وإن تكاسلت عن فعلها في المسجد فاسع في فعلها في جماعة ولو مع أهل بيتك، فإن أداءها منفردا مع القدرة على فعلها في الجماعة فيه إثم على القول المرجح عندنا.
وينبغي أن تجاهد نفسك على قراءة القرآن، وأن تجعل لك وردا منه يوميا ولو كان جزءا واحدا أو نصف جزء.. فإذا فعلت ذلك وذقت حلاوة القرآن زال عنك هذا الحاجز وأصبحت تشتاق إلى تلاوته في كل وقت.. ولعل ما يحول بينك وبين تلاوة القرآن سببه ذنب بينك وبين الله، أو بينك وبين الناس ففتش عنه وتب منه إلى الله تعالى حتى لا يظل حاجزا بينك وبين هذا الخير الكثير والأجر العظيم، فقد قال بعض العلماء: فإذا وجدت أن الأيام تمر عليك وليس لكتاب الله حظ في أيامك وساعات ليلك ونهارك، فابك على نفسك, واسأل الله عز وجل العافية، واطَّرح بين يدي الله عز وجل منيبًا مستغفرًا، فما ذلك إلا بذنب بينك وبين الله، أو الناس.
وعليك أيضا بمواصلة سماعه ففيها خير كثير، ولكن مجرد الاستماع لا يصل إلى درجة التلاوة المباشرة ولا يستغني عنها به؛ كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 15165، ورقم: 9438.
فالذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو الحذر من هجر القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في كتابه حكاية عن نبيه صلى الله عليه وسلم: وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً {الفرقان: 30}.
وذكر أهل العلم عند تفسير هذه الآية أن من أنواع هجره عدم تلاوته، وانظر الفتوى رقم: 630.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من الذين يتلونه حق تلاوته..
والله أعلم.