الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فالحساب معناه إحصاء الشيء والمجازاة عليه بخير أو شر, والله تعالى سريع الحساب يحصي لعباده الحسنات ويثيبهم عليها, ويحصي عليهم السيئات ويعقابهم عليها، أو يعفو عنهم ونسأل الله أن يعفو عنا .
ولا يعاقب سبحانه على غير المحرمات كالمباحات وما اصطلح الفقهاء والأصوليون على تسميته بالمكروهات, فما ليس بحرام لا يُحاسب العبد عليه .
وأما هل خلق الله اللوح المحفوظ؟ فجوابه أن لا شك في أن الله هو خالقه وخالق كل شيء. وسؤالك: أين كتبه؟ هذا من الاسئلة المكروهة لما فيها من التكلف والسؤال عما لا يترتب عليه عمل, وقد نصحناك في الفتوى رقم 224263عن الكف عن هذا النوع من الأسئلة , فالتعمق في مثل هذه الأمور مذموم, وقد يجر العبد إلى اعتقاد فاسد, وكثير من البدع نشأت بهذا، ويكفيك أن تؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة.
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: التعمق في السؤال فيما يتعلق بالعقيدة ليس هو من طريق السلف، بل كانوا يحذرون منه غاية التحذير؛ لأن أمور العقيدة أمورٌ غيبية يجب أن يتلقاها الإنسان بالتسليم، دون الخوض في كيفياتها وحقيقتها ... اهــ.
وقال أيضًا: بعض الطلبة الذين يقولون: إنا نريد أن نحرر مسائل العقيدة، فيسألون عن أشياء في العقيدة لم يسأل عنها الصحابة، ولا بينت في الكتاب والسنة، وهذا أيضًا مما يجب الحذر منه ... اهــ.
والله تعالى أعلم.