الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم ليتعبد به المتعبدون، والتعبد كما يكون بفهم معانيه والعمل بها، فكذلك يكون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه. قال
السيوطي في الإتقان:
ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، هم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة عن أئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية. انتهى
وذلك لا يتم إلا بالتلقي عن الشيوخ المشهود لهم بالضبط والإتقان ويعرف عنهم ذلك بالإجازة أو الاشتهار. وطريقة التلقي عن الشيوخ تكون بالسماع منهم أو القراءة عليهم وهم يستمعون، فما أخطأ فيه القارئ صححوه له.
قال الإمام
السيوطي في الإتقان:
وأما القراءة على الشيخ: فهي المستعملة سلفاً وخلفاً. انتهى
وقال أيضاً:
ومما يدل للقراءة على الشيخ، عرض النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل في رمضان كل عام. انتهى
وكذلك أمر الله نبيه بالتلقي من جبريل عن طريق السماع، فقال له:
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة:18].
يعني استمع إلى قراءته، وقال صلى الله عليه وسلم:
خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب. رواه
البخاري. فهذا هو الأصل في قراءة القرآن الكريم أو حفظه، ولا يتعذر على المسلم في هذه الأيام التعلم بهذه الطريقة، لأنه يمكنه الاستعاضة عن الاستماع المباشر من الشيخ بالاستماع إلى أشرطته المسجلة، وهذا ميسور في زماننا والحمد لله، والقاعدة أن "الميسور لا يسقط بالمعسور" بل وجد في زماننا ما يسمى بالمصحف المعلم الذي يقرأ فيه الشيخ، ويردد خلفه مجموعة من القراء، ورائد هذه الفكرة هو الشيخ
محمود خليل الحصري -رحمه الله- وله فيها سلف، فقد قال
السيوطي في الإتقان:
ويحكى أن الشيخ شمس الدين بن الجزري لما قدم القاهرة وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية، ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة. انتهى
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
1623 والفتوى رقم:
1055.
والله أعلم.