الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالضرورات تبيح المحظورات.. هذه قاعدة كلية اتفق عليها أهل العلم، ودلت عليها نصوص كثيرة، قال الله سبحانه: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119].
وعليه، فإذا حصلت الضرورة جاز أن يدفعها بأكل الربا.
ولكن لا بد من التنبيه إلى أمرين:
الأول: ما هي الضرورة ؟
وجوابه ما قاله السيوطي رحمه الله إذ قال: الضرورة هي بلوغه حداً إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب، وهذا يبيح تناول الحرام. انتهى كلامه رحمه الله
ولا بد من التفريق بين الضرورة، وما دون الضرورة، وهو ما يسمى بالحاجة. يقول السيوطي رحمه الله: والحاجة كالجائع الذي لو لم يجد ما يأكله لم يهلك غير أنه يكون في جهد ومشقة. وهذا لا يبيح الحرام. انتهى
الثاني: أن الضرورة تقدر بقدرها فيتناول من الحرام ما تدفع به الضرورة.
والله أعلم.