الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أسرف هذا الرجل على نفسه أيما إسراف، والواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، مستوفية لشروطها من الإقلاع الفوري عن جميع هذه الذنوب، وقطع جميع تلك العلاقات المحرمة فورا دون إبطاء، والعزم الجازم على عدم معاودة شيء من تلك المنكرات، والندم على ما فرط منه من التقصير والجناية. فإذا فعل هذا وتاب توبة صادقة، فليعلم أن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وأن الله تعالى غفور رحيم، فسيقبل سبحانه توبته، ويقيل عثرته؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وليكثر من فعل الحسنات، وليستزد من الطاعات؛ فقد قال الله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}. وليصحب أهل الخير، وليحضر مجالس العلم، وليأخذ بأسباب الاستقامة، وليجتهد في دعاء الله تعالى أن يعينه على التوبة النصوح، وأن يوفقه للاستقامة، وليس عليه شيء سوى ما ذكر، وليس عليه دية ولا كفارة في إسقاط الجنين المذكور إذا كان لم يباشر إسقاطه؛ كما هو ظاهر.
والله أعلم.