الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالطبيب الحاج يلزمه في الأصل – كسائر الحجاج - المبيت بمنى أكثر الليل ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر, وذلك أن المبيت بمنى أكثر الليل أيام التشريق واجب، لكن يرخص في تركه لمن كان مشتغلا بمصالح الحجيج، فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للرعاة، وأهل السقاية في ترك المبيت بمنى.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص للعباس أن يبيت في مكة من أجل سقاية الحاج، وهذا عمل عام، وكذلك رخص للرعاة أن يتركوا المبيت بمنى؛ لأنهم يرعون رواحل الحجيج، ويشبه هؤلاء من يترك المبيت لرعاية مصالح الناس كالأطباء، وجنود الإطفاء، وما أشبه ذلك، فهؤلاء ليس عليهم مبيت؛ لأن الناس في حاجة إليهم. اهــ .
ولكن الطبيب البيطري يعالج الدواب في الأصل وليس الناس، وبالتالي فلا نرى أنه ممن تشمله الرخصة في هذا الزمن؛ إذ الناس ينتقلون في السيارات، أو على الأقدام ولا علاقة له بعلاجهم, ولكن لو فُرض أنه احتيج إليه في شيء من أمر الحجاج، فإنه ليس عليه شيء إذا لم يبت بمنى ليالي التشريق بسبب قيامه بخدمة الحجيج خارجها.
والله تعالى أعلم.