الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن نواقض الإسلام استحلال المحرمات المقطوع بتحريمها في شريعة الإسلام، كما سبق في الفتوى رقم: 171471
أما مجرد تمني أن لو كانت تلك المحرمات حلالا، فهذا ليس من نواقض الإسلام، وإن كان يدل على نقص في الإيمان؛ لحديث: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به. رواه ابن عاصم والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وهذا الحديث قد ضعفه بعض أهل الحديث، لكن قال ابن حجر: ورجاله ثقات, وقد صححه النووي. وعموما فهو حديث صحيح المعنى.
قال المباركفوري: هذا محمول على نفي أصل الإيمان، أي حتى يكون تابعاً مقتدياً لما جئت به من الدين والشرع عن الاعتقاد، لا عن الإكراه وخوف السيف كالمنافقين. وقيل: المراد نفي الكمال، أي لا يكمل إيمان أحدكم حتى يكون في متابعة الشرع وموافقته له كموافقته لمألوفاته، فيستمر على الطاعة من غيركلفة وكراهية، وذلك عند ذهاب كدر النفس، وبقاء صفوتها، وهذه حالة نادرة إلا في المحفوظين من أوليائه. وقيل في معناه: حتى يحب ما أمر به، ويكره ما نهى عنه، أي يقدم الشرع على هواه .اهـ.
ثم إن هذا يدل أيضا على قلة بصيرة من يتمنى ذلك، ففي الزنا مفاسد عظيمة للفرد وللمجتمع، ولذا فهو مذموم عند عقلاء الأمم عموما.
والله أعلم.