الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يهدينا، وهذه الأخت صراطه المستقيم، وأن يوفقنا إلى معرفة الحق والعمل به، ونذكر أنفسنا وإياها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ روى أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة -رضي الله عنها-: بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت: كان إذا قام من الليل يفتتح صلاته: اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وينبغي العلم بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو المنهج الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومستنده الوحي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن أهم معالم هذا المنهج ما ذكره اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة عن اعتقاد سهل بن عبد الله التستري ـ رحمه الله ـ فهو كلام متين، ولفظه أنه قيل له: متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة ؟ قال: إذا عرف من نفسه عشر خصال: لا يترك الجماعة، ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف، ولا يكذب بالقدر، ولا يشك في الإيمان، ولا يماري في الدين، ولا يترك الصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب، ولا يترك المسح على الخفين، ولا يترك الجماعة خلف كل وال جار أو عدل. اهـ.
وهذه هي المبادئ والأصول، وتفاصيلها موجودة في كثير من الكتب يمكن الرجوع إليها، نذكر منها هنا: "مفهوم أهل السنة والجماعة عند أهل السنة والجماعة" للدكتور ناصر عبد الكريم العقل، و"خصائص أهل السنة" للشيخ أحمد فريد، و"أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى" لمحمد عبدالهادي المصري.
وطريق أهل السنة هو الذي يجب اتباعه كما بينا في الفتوى رقم: 33503. وكل متبوع، وكل تابع يقاس خطؤه وصوابه في منهجه بقدر قربه وبعده من منهج أهل السنة والجماعة، والفرق التي تنتمي إلى الإسلام قد تقرب أو تبعد من هذا المنهج، كما أن منها فرقا لها بدع مكفرة، ومنها ما لها بدع غير مكفرة. وكما قال علي رضي الله عنه: اعرف الحق تعرف أهله.
والله أعلم.