الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج فيما تضمنه الكتاب مما ينفع ما دمت تخلصت مما يتعلق بالعرافة.
وأما الجمع بين حفظ كتاب الله والدراسات الأخرى: فلا شك أنه ينبغي أن تكون الأولوية لحفظ القرآن ففيه خير الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين. رواه مسلم.
وروى أحمد وابن ماجه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته. والحديث صححه الألباني.
ولا حرج عليك في تنظيم الأوقات فتصرف أوقات الإجازات في حفظ القرآن، وتجتهد في التعليم النظامي في أوقات الدراسة مع المحافظة على المراجعة لما سبق لك حفظه من القرآن، وتحتسب الأجر في ذلك لما يمكن أن تستفيد في تلك الدراسة من علوم وخبرة تخدم دينك وتعينك في دنياك، وأما الوساوس المتعلقة بالرياء: فعلاجها هو الإعراض عن الاسترسال مع الشيطان في التفكير فيها، وأكثر من المطالعة في كتب الترغيب ومن ذكر الله تعالى ومن الاستعاذة من الشيطان، وثق أن العمل الصالح السالم من الرياء سيقبل إن كان موافقا للسنة، كما دل عليه كثير من النصوص، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.