الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهناك عدة مسائل, ومبادئ إذا تم تقريرها, ومعرفة وجه الصواب فيها، صار من السهل معرفة وجه الخلل في هذا الحوار الذي ذكره السائل, ومعرفة جواب ما سأل عنه، وهذه المسائل هي:
• علاقة الدين بالحياة، من كافة نواحيها - السياسة, والاقتصادية, والاجتماعية, والعسكرية, والثقافية ... إلى غير ذلك من مناحي الحياة - فدين الله تعالى, وشريعته, منهج متكامل للحياة الإنسانية، من ناحية العموم, والكليات, والقواعد الجامعة لأصول هذه المظاهر للحياة, وما يمثله ذلك من أسس للتلقي والاستدلال، هذا بالإضافة إلى التفاصيل الشرعية الثابتة في المسائل والأحوال الفرعية, وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 61536، 103335، 5490, وراجع للفائدة عن مقولة: "دع الملك للمالك" الفتوى رقم: 116061.
وراجع لمعرفة مباينة نظام الحكم الإسلامي للنظم الديمقراطية الفتويين: 190837، 10238.
• الدين ليس في أحكامه ومسائله مهم وغير مهم، وإنما فيه مهم وأهم، فالتفصيل فيه للمراتب والدرجات والأولويات، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 24491.
• هذا الدين قائم على النصيحة لله, ولكتابه, ولرسوله، والنصح لكل مسلم، مع اختلاف المراتب، وكل مجتمع في حاجة إلى من يقوم بهذا الواجب، ويذكره بالله تعالى، والذكرى تنفع المؤمنين, وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3058، 214522، 200473.
• تنويع الخطاب الدعوي, ومراعاة الواقع, وحال المخاطب، أمر مهم لقبول الدعوة, والانتفاع بها, والتذكير بالله, والأمر بالمعروف, والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة, والموعظة الحسنة, والمجادلة بالتي هي أحسن: يترتب عليها خير عظيم في تصحيح العقائد, وتعديل التصورات، واجتناب المنكرات, وزيادة الخيرات, والمؤمن الذي يخالط الناس, ويصبر على آذاهم, خير من الذي لا يخالط الناس, ولا يصبر على أذاهم, وراجع الفتاوى التالي أرقامها: 5197، 55404، 194605، 45802.
• الكلام في الدين ليس حكرًا على أحد، وليس في الإسلام كهنوت، ولكن في الوقت نفسه لا يحل لغير المتأهل في شيء منه أن يتكلم فيه, وراجع الفتويين: 123565، 204208.
• من دعا إلى هدى شارك مَن تابعه في الثواب، وكذلك من دعا إلى ضلالة شاركهم في الإثم, وراجع الفتويين: 28202، 29016.
• الصراع بأنواعه بين الخير والشر, والحق والباطل يدخل في المدافعة المذكورة في قوله تعالى: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة: 251] وقوله عز وجل: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 40] وراجع الفتوى رقم: 211564.
والله أعلم.