الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بالأمر الأول والذي كان سببا في مشكلتك وهو اختيار التخصص ومعارضة الوالد، وقد سبق لنا شيء من الكلام في هذه المسألة في الفتوى رقم: 106790، فراجعها للأهمية.
ونضيف هنا فنقول: ههنا أصل عام وهو أنه يجب على الولد طاعة والده فيما فيه مصلحة له ولا مضرة فيه على الولد، وأما إن لم يكن للوالد فيه مصلحة، أو ترتب على الولد منه ضرر فلا تجب الطاعة فيه، ولا شك في أنه مهما أمكن الولد كسب رضا والده كان أفضل للنصوص التي ضمناها الفتوى السابقة، ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 76303.
وهجر الولد والده وتركه زيارته له بالكلية لا شك في أنه قطيعة للرحم وعقوق للوالد، كما هو موضح في الفتوى رقم: 49048.
وإذا كانت الزيارة قد يترتب عليها للولد من الضرر ما لا يحتمل، فلا حرج على الابن في ترك الزيارة، ولكن يجب عليه أن يصل والده أو والدته بما هو ممكن، والصلة يرجع فيها إلى العرف، فكل ما عده العرف صلة كان كذلك، وانظر الفتوى رقم: 222433.
والله أعلم.