الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجهرك ببعض الحروف أو بجزء من الكلمة لا يُشرع به سجود سهو، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الصحابة الآية أحيانا في الصلاة السرية, ففي الصحيحين من حديث عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا..
وكذا إسرارك في موضع الجهر لا يشرع به سجود سهو لا سيما لمن كان مبتلى بالوسوسة، وأما ما ذكرته من الصفير عند النطق بالراء فمن الواضح أن هذا من تأثير الوسوسة إذ الصفير ـ والذي هو صوت زائد يشبه صوت الطائر يخرج من بين الشفتين عند النطق بالحرف ـ إنما يكون في الحروف الثلاثة: الصاد والزاي والسين ـ ويستحيل خروج الصفير عند النطق بالراء, فننصحك بتقوى الله تعالى وأداء الصلاة والقراءة بعيدا عن تأثير الوسوسة ولا تسجدي للسهو لا لأجل الجهر والإسرار ولا لأجل الصفير المزعوم.
والله أعلم.