الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلمة شام بالهمز وبالمد تطلق على عدة معان منها: الأرض المباركة المعروفة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشام. رواه أبو يعلى، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وقال الله عنها: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {الأنبياء:71}.
قال أهل التفسير: إن الأرض التي باركنا فيها: الشام.
ومنها: جهة الشمال، جاء في لسان العرب: يُقَالُ: تَشاءَمَ الرَّجُلُ إِذا أَخذ نَحْوَ شِماله.
كما تطلق على الخال في الجسد، ففي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد:.. فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس.. ضعفه الألباني.
والشأم بالهمز تطلق أيضا على خلاف اليُمن، قال ابن منظور في لسان العرب: شَأَمَ: الشُّؤْمُ: خلافُ اليُمْنِ، ورجل مَشْؤُوم عَلَى قَوْمِهِ.
ولذك، فإنه لا حرج في التسمية بشام على المعاني الأولى، ولا تنبغي التسمية بها على المعنى الأخير، فقد جاء في سنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة. وفي رواية: يحب الفال الحسن.
وأما بشرى: فلم نقف عليها في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد في وصفه صلى الله عليه وسلم أنه مبشر، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {الأحزاب:45}.
وأما تسمية الماء النازل من السماء مطرا: فلا حرج فيها، وقد يسمى غيثا ووابلا، وأسماء المطر كثيرة، وقد وردت التسمية بالمطر للماء النازل من السماء في القرآن وفي السنة، قال تعالى: وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ {النساء:102}.
وجاء في الحديث الشريف قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ. رواه أحمد والترمذي وغيرهما.
وعنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
فالمطر الأصل فيه أن يكون رحمة، ولا يلزم من كونه ورد أنه عذب به قوم أن يكون عذابا دائما.
والله أعلم.