الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أولاً : ينبغي أن تعلم - أيها السائل - أن الشركة من العقود الجائزة لا من العقود اللازمة ، أي أنه يجوز لأحد الشركاء أن ينفصل من الشركة متى شاء ، فمتى ما كان الأمر كذلك ! فإنه يجوز لناصر وسيف أن يفترقا عن أخيك متى ما شاءا ، ولا يلزمها شئ شرعاً لأنه كما أسلفنا أن الشركات بجميع أنواعها من العقود الجائزة وليست اللازمة . أما ما فعله أخوك محمد من الانتقال ببيته وأهله من الطائف إلى مكة أو تضحيته بمشروع رمضان فهذا لا شأن للشريكين به ، لأنه فعله أخوك بإرادته واختيارته . وأما وقد قصر بعد دخوله في هذه الشركة ورأى الشريكان أن ينفصلا عنه فلهما ذلك . وإن كان الأولى بهما أن ينصحاه بعدم التقصير والمواظبة على العمل ، حتى لا يقع به الضرر الذي ذكر في السؤال . إضافة إلى خلاصة ما سبق : ينظر في عقد الشراكة وما تضمنه من بنود ، كالمدة وطريقة التعويض ومتى يحق للشريك الانفصال .. الخ ، فإن لم يكن ثمة عقد ولا شروط فالأولى التحاكم في مثل ذلك ويكون إلى شخص من أهل الخبرة ، يرضى الطرفان بحكمه .
والله أعلم .