الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النصوص الواردة في دفع شر الشياطين والسحرة وردت في قراءة وتلاوة البقرة، وليست في مجرد حفظها، ولم نطلع على نص يحدد عددًا معينًا لقراءتها، فقد ثبت في فضلها أن الشياطين تنفر من البيت الذي تقرأ فيه، ولا يستطيعها السحرة، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. والبطلة هم السحرة.
قال المناوي في فيض القدير: فإن أخذها ـ يعني: المواظبة على تلاوتها، والعمل بها بركة، أي: زيادة ونماء - وتركها حسرة ـ أي: تأسف على ما فات من الثواب. اهـ.
وفي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري - رحمه الله -: فإن أخذها ـ أي: في المواظبة على تلاوتها، والتدبر في معانيها، والعمل بما فيها بركة، أي: زيادة ونماء، وقيل: أي منفعة عظيمة. اهـ.
والله أعلم.