الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأرواح أو النفوس تتفاوت ما بين نفس لطيفة ونفس كثيفة، وما بين نفس طيبة ونفس خبيثة.
وأما رؤية الجن والتعامل معهم ونحو ذلك، فممكن، وقد وقع لبعض الناس، إلا أن وقوع ذلك ونحوه لا يستلزم بالضرورة نقاء روح من وقع له، ولا يدل على كرامته عند الله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فكثير من الناس من يكون مخدوما بخادم من الجن أو بأكثر، فيخدمونه في تحصيل ما يشتهيه وربما كان محرما من المحرمات. والمعيار الذي لا يزيغ، والميزان الذي لا يجور هو ميزان الكتاب والسنة. فمن كان متبعا لهما معتمدا عليهما، فكراماته وجميع أحواله رحمانية، ومن لم يتمسك بهما، ولم يقف عند حدودهما فأحواله شيطانية. الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
وقال أيضا: فإن هذا الجنس قد يحصل لبعض الكفار وأهل الكتاب وغيرهم، وقد يحصل لبعض الملحدين المنتسبين إلى المسلمين مثل من لا يرى الصلوات واجبة، بل ولا يقر بأن محمدا رسول الله، بل يبغضه، ويبغض القرآن ونحو ذلك من الأمور التي توجب كفره، ومع هذا تغويه الشياطين ببعض الخوارق كما تغوي المشركين، كما كانت تقترن بالكهان والأوثان، وهي اليوم كذلك في المشركين من أهل الهند، والترك، والحبشة، وفي كثير من المشهورين في البلاد التي فيها الإسلام ممن هو كافر أو فاسق، أو جاهل مبتدع. منهاج السنة النبوية.
وانظر هاتين الفتويين: 8349 ، 5241 .
والله أعلم.