الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم الذنب، فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، ويجب الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب، وانظري الفتوى رقم: 5646.
فإذا تبتما مما وقع بينكما من الزنا، فلا مانع من زواجكما بعد الاستبراء.
والمقصود بالاستبراء التأكد من خلو الرحم من الحمل؛ وذلك يحصل بالانتظار حتى تحيض المرأة حيضة واحدة على القول الراجح عندنا، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1677.
نسأل الله أن يتوب عليكما، ويعفو عنكما، ويهديكما لأرشد أموركما.
والله أعلم.